تهتم المحاسبة بعدد من العناصر الهامة المؤثرة على أي منشأة وأحد أهم ما لا يفصح عنه بالقوائم المالية Financial Statements هو المعلومات عن رأس المال البشري المستخدم ( الأصول أو الموارد ) البشرية.
تعتبر الإشارة الوحيدة عن الموارد البشرية هي الحسابات المتعلقة بالأجور والمرتبات Salaries & Wages في قائمة الدخل أما الميزانية فإنها لا تظهر ، ومنذ زمن بعيد ذكر ألفريد مارشال أن أكثر الممتلكات قيمة هي تلك المستثمرة في الإنسان ومن ذلك الوقت لم يتم الفصل بين رأس المال البشري كمورد للدخل وبين رأس المال غير البشري .
إن رأس المال Capital كما يفهم من النظرية الاقتصادية هو مورد لتدفق الدخل وقيمته تقاس بالقيمة الحالية لتدفقات الدخل الناتجة منه ، ولكن في المحاسبة رأس المال الغير بشري يسجل في الدفاتر ويذكر في القوائم المالية بينما الموارد البشرية يتم تجاهلها تماما .
وسبب فشل المحاسبين في التعرف على رأس المال البشري كأصل Asset يمكن أن نجده في الطريقة التي تطورت بها المحاسبة تاريخيا ، فسجلات المحاسبة الرومانية تظهر ملكية العبيد كأصل ولكن المحاسبة في وقتنا المعاصر أخذت طريقها في المجتمع الرأسمالي والذي يقوم على استخدام العمال فقط وليس تملكهم ويمكن النظر إلى وقت قريب إلى مزارع القصب في الوست انديز ومزارع القطن في أمريكا الجنوبية حيث كانتا قائمتين على استخدام العبيد واستلزم الأمر نصا دستوريا في الحالة الأولى وحروب أهلية في الحالة الثانية .
وكانت الإجراءات المحاسبية Accounting Procedures تقوم بإظهار قيمة العبيد مثل الأصول الأخرى في الميزانية العمومية ويتفق هذا الأسلوب مع توصيات بكيلو Pacielo الخاصة بتسجيل الأصول الناتجة عن العمليات المالية وهنا تظهر أهمية الفصل بين رأس المال البشري وغير البشري .
إن البيانات المحاسبية أساسا تقوم على استخدام الموارد المتاحة للمنشأة استخدام كامل وصحيح بما يحقق أهدافها وهذه الموارد تنقسم إلى موارد مادية أو موارد بشرية و لا تتعامل المحاسبة في ظل الإطار الفكري الحالي وبكافة مقوماتها مع الموارد البشرية إلا من ناحية تسجيل المرتبات والأجور .
وبالتالي لا يوجد أي تسجيل محاسبي لقيمة لمورد البشري كأصول على الرغم من أهمية هذا العنصر البشري في المنشأة ودوره في رفع كفاءة الأداء والمساعدة على اتخاذ القرارات .
فهل يمكن أن نعتبر البشر أصولا وهل يجب أن نتعامل معهم كأصول القوائم المالية ؟؟
هل أعجبك الموضوع ؟
مواضيع مشابهة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق