رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، ستكون تدوينتي اليوم عن موضوع مهم في محاسبة التكاليف وهو سلوك التكاليف وتنبع أهمية هذا الموضوع من إهتمام الإدارة بهذا السلوك والذي يؤثر بشكل مباشر على جملة من القرارات الإدارية التي يمكن إتخاذها بالخصوص ويقصد بهذا السلوك الطريقة التي تستجيب بها التكاليف للتغير في حجم النشاط الذي تقوم به المنشأة فعندما يتغير مستوى النشاط تبقى بعض عناصر التكاليف ثابتة في حين تتغير بعض عناصر التكاليف
إما كلياً وبنفس نسبة التغير في حجم النشاط أو جزئياً وهنا في مدونة المحاسب الأول سأقوم بالتطرق إلى الأنماط الرئيسية للتكاليف في سلوكها حيال التغير في مستويات النشاط وأهمية تحديد سلوكها فضلاً عن طرق تقديرها .
إما كلياً وبنفس نسبة التغير في حجم النشاط أو جزئياً وهنا في مدونة المحاسب الأول سأقوم بالتطرق إلى الأنماط الرئيسية للتكاليف في سلوكها حيال التغير في مستويات النشاط وأهمية تحديد سلوكها فضلاً عن طرق تقديرها .
انماط سلوك التكاليف
على الرغم من أن سلوك التكاليف على تنوعها قد يأخذ أشكالاً مختلفة ومتباينة إلا أنه يمكن القول أن عناصر التكاليف تأخذ أربعة أنماط رئيسية لسلوكها تبعاً للتغير في حجم النشاط هي : التكاليف الثابتة ، التكاليف المتغيرة ، التكاليف المختلطة والتكاليف المتدرجة وفيما يلي سأقوم بإستعراضها بشكل موجز .
التكاليف الثابتة Fixed Costs
هي تلك التكاليف التي لا تستجيب للتغير في حجم النشاط خلال فترة معينة وعند مستوى معين من النشاط يعرف بالمدى الملائم بحيث يطلق لفظ المدى الملائم على ذلك المدى من مستويات النشاط التي تقترب من الحجم الأمثل للإنتاج والذي يمثل المدى المحتمل أن يتحدد خلاله مستوى النشاط الفعلي للمنشأة ، ومن أمثلة هذه التكاليف رواتب الإدارة والإيجار والضرائب العقارية ومصروف استهلاك الأصول الثابتة .
التكاليف المتغيرة Variable Costs
هي تلك التكاليف التي تتغير بالتغير في حجم النشاط وبطريقة مباشرة وتناسبية فيبدأ إجمالي التكاليف المتغيرة عند نقطة الصفر عندما يكون حجم الإنتاج مساوياً للصفر ثم تتزايد بمبلغ ثابت كلما أضيفت وحدة جديدة إلى مستوى النشاط ومن الأمثلة على ذلك تكاليف المواد المباشرة والعمل المباشر والعمولة على المبيعا وتكاليف القوى المحركة .
التكاليف المختلطة Mixed Costs
هي التكاليف التي تحمل في طياتها صفات التكاليف المتغيرة والتكاليف الثابتة ويطلق عليها البعص مصطلح التكاليف شبه المتغيرة أو التكاليف شبه الثابتة إعتماداً على ما يعتقد أن يكون الجزء الأكبر فإذا كان الجزء الأكبر منها متغير تعد شبه متغيرة وإذا كان الجزء الأكبر ثابت تعد شبه ثابته ويبدأ إجمالي التكاليف المختلطة عند حجم إنتاج يساوي صفراً بمستوى يعلو على الصفر ثم يأخذ في التزايد كلما زاد حجم الإنتاج ومن أمثلتها تكاليف الكهرباء والمياه والهاتف والصيانة إذ تتضمن مبلغ ثابت دورياً لكي يغطي نفقة توفير هذه الخدمات وآخر متغير كلما زاد حجم الإنتاج .
التكاليف المتدرجة Step Costs
يقصد بها تلك التكاليف التي تظل ثابتة على مدى مستوى معين من النشاط ثم تقفز إلى مستوى أعلى عندما يزيد حجم النشاط عن ذلك المستوى إلى مستوى جديد وتبقى ثابتة عند المستوى الجديد حتى يتم تجاوز مستوى النشاط الجديد ثم تقفز مرة أخرى وهكذا ومن الأمثلة على ذلك أجور الإشراف على العمال فإذا كان المشرف على العمال يمكنه الإشراف على عشرة عمال ويبلغ معدل أجر المشرف الشهري 2000 ريال فإن إجمالي تكاليف الإشراف ستظل ثابتة عند 2000 ريال إذا لم يزد عدد العمال عن عشرة بيد أنه إذا زاد عدد العمال عن عشرة وحتى عشرين عاملاً فإن تكاليف الإشراف سوف ترتفع إلى 4000 ريال وهكذا وبالنظر لصعوبة تحليل هذا النوع من التكاليف والتنبؤ به فإنها تقرب باعتبارها تكاليف متغيرة إذا كان الفرق بين كل منها يمتد على مستوى محدود نسبياً من النشاط بيد أنها تقرب كما لو كانت تكاليف ثابتة إذا كان الفرق بين كل منها يمتد على مستوى كبير نسبياً من النشاط .
أهمية تحديد سلوك التكاليف
يمكن القول أن أهمية تحديد سلوك التكاليف تتمثل في أغراض ثلاثة رئيسية هي :
1- لأغراض تحديد التكلفة :
بالنظر لاعتماد أنظمة محاسبة التكاليف الفعلية أو التقديرية على تصنيف التكاليف إلى تكاليف متغيرة وتكاليف ثابتة فإن تقييم الإنتاج على أساس التكاليف المتغيرة يتطلب فصل التكاليف الثابتة باعتبارها تكاليف تخص الفترة عن التكاليف المتغيرة .
2- لأغراض التخطيط واتخاذا القرارات :
يعتمد التخطيط - من ضمن أمور أخرى - على التنبؤ بسلوك التكاليف المستقبلية وتقدير مستوى تلك التكاليف لكل بديل متاح وهذا بدوره يتطلب التعرف على سلوك التكاليف اتجاه عوامل عدة أهمها مستوى النشاط .
3- لأغراض الرقابة :
يعد الفصل بين التكاليف المتغيرة والثابتة أمراً ضرورياً لوضع الموازنات التخطيطية التي تفيد لأغراض الرقابة كما أن التكاليف الثابتة غالباً ما تكون غير خاضعة لسيطرة الإدارة مقارنة بالتكاليف المتغيرة .
طرائق تحليل سلوك التكاليف
بالنظر لإحتواء التكاليف المختلطة على عناصر من التكاليف المتغيرة وأخرى من التكاليف الثابتة فإن الأمر يتطلب استخدام بعض الطرف لتقدير التكاليف الثابتة وفصلها عن التكاليف المتغيرة ومن الطرق الشائعة لتحديد سلوك التكاليف ما يلي:
* تحليل حسابات الأستاذ : تقوم هذه الطريقة على ضرورة فحص كل حساب من حسابات التكاليف وتبويب كل بند كتكلفة ثابتة أو تكلفة متغيرة في علاقته بمستوى النشاط وذلك بناءاً على الخبرة وفحص سلوك التكاليف لفترات ماضية ، وتعد هذه الطريقة من أبسط الطرائق التي يمكن تطبيقها لا سيما عندما لا تتوافر البيانات التكاليفية إلا عن فترة واحدة لكن يعاب عليها أن التصنيف قد يعتمد على التقدير الشخصي أو على الأقل يؤثر عليه وهذا بدوره يفتقر إلى الموضوعية كما أنها لا تقدم أساساً للفصل بين التكاليف المتغيرة والثابتة في حالة بنود التكاليف المختلطة .
* طريقة أعلى وأدنى مستوى للنشاط : تعد من أسهل الطرائق وأكثرها استخداماً في تحليل عناصر التكاليف المختلطة إلى جزئيها الثابت والمتغير وتعتمد هذه الطريقة على البيانات التاريخية في الحصول على أعلى وأدنى مستوى للنشاط والتكاليف المقابلة لكل منهما وبنسبة الفرق بين تكاليف المستوى الأعلى والمستوى الدنى إلى الفرق بين أعلى وأدنى مستوى للنشاط يتحدد معدل التكاليف المتغيرة إذ أن الفرق بين إجمالي التكاليف يرجع الى التفاوت في إجمالي التكاليف المتغيرة نتاجاً لإختلاف مستوى النشاط بين النقطتين أما التكاليف الثابتة فتظل عند المستوى ذاته طالما لم يزد حجم الإنتاج عن المدى الملائم وبناء عليه يمكن تحديد الجزء الثابت لعنصر التكلفة ، وعلى الرغم من سهولة تطبيق هذه الطريقة لكنها تعاني قصوراً يتمثل في اعتمادها على نقطتين من نقاط التكاليف ومستوى النشاط وتجاهلها لباقي المعلومات عن النقاط الأخرى وعليه ينبغي توخي الحذر عند تطبيق هذه الطريقة إذ يراعي أن هاتين النقطتين تمثلان التكاليف ومستوى النشاط في الأحوال الطبيعية للمنشأة وعليه ينبغي استبعاد أية نقاط متطرفة لا تعكس تلك الأحوال كما تعتمد على البيانات التاريخية دون الأخذ في الحسبان التغيرات المستقبلية المحتملة .
* الطريقة الهندسبة : ويطلق عليها لدى بعض الكتاب طريقة قياس العمل وتعد من أكثر الطرائق استخداماً في المنشآت التي تستخدم نظم التكاليف المعيارية وطبقاً لهذه الطريقة يتم تحليل العلاقة بين المدخلات والمخرجات والتعبير عنها في شكل كمي كساعات العمل المباشر أو كمية المواد كما يتم الاستعانة بدراسة الوقت والحركة ومن ثم تويل تلك المقاييس إلى تكلفة معيارية أو مقدرة وتستخدم هذه الطريقة لتقدير تكلفة المواد المباشرة والأجور المباشرة أما عناصر التكاليف الإضافية فيصعب تحديدها وفقاً لهذه النظرية ، ومن مزايا هذه الطريقة إمكانية التوصل إلى معايير لما يجب أن تكون عليه التكاليف فضلاً عن عدم اعتمادها على التكاليف التاريخية في الفترات السابقة لكن يعاب عليها احتياجها لوقت وجهد كبيرين في التقدير كما أن تقديرات التكاليف وفقاً لهذه الطريقة تعكس الظروف المثالية التي يصعب تحققها في الغالب .
* خرائط الإنتشار : تعتمد هذه الطريقة - كطريقة الحد الأعلى والأدنى - على البيانات التاريخية ويتطلب تطبيقها تجميع البيانات المتعلقة بمستويات النشاط والتكاليف المقابلة لها عن عدد كاف من الفترات السابقة ويشترط في تلك البيانات تفاوت مستويات النشاط من فترة لخرى وعدم تغير الأساليب الإنتاجية خلال تلك الفترات ويتم تمثيل كل مستوى نشاط والتكاليف المقابلة بنقطة على الرسم البياني ومن ثم محاولة توفيق أفضل خط يتوسط تلك النقاط قدر الإمكان ، وتميز هذه الطريقة بأنها تأخذ في الحسبان المعلومات المتوفرة عن مستويات النشاط والتكاليف المتعلقة بها كافة لكن اشتقاق خط التكاليف يتأثر بتحكم القائم بالتحليل مما سيؤثر على تقدير إجمالي التكاليف الثابتة والتكاليف المتغيرة لوحدة النشاط أو كليهما كما ينطبق عليها ذات القصور المصاحب لطريقة أعلى وأدنى مستوى للنشاط والمتمثل في اعتمادها على البيانات التاريخية .
* تحليل الإنحدار : تستخدم هذه الطريقة لاشتقاق معادلة التكاليف باستخدام طريقة المربعات الصغرى التي تهدف إلى اشتقاق معادلة الخط المستقيم باستخدام أساليب إحصائية بدلاً عن الإجتهاد الشخصي او التحكمي كما في الأساليب الأخرى وتقوم طريقة المربعات الصغرى على توفيق معادلة الخط المستقيم بحيث يحقق الحد الأدنى لمجموع مربعات الإنحراف بين تقاط التكاليف الفعلية وبين التكاليف المقدرة باستخدام الخط المستقيم ، وتتميز هذه الطريقة عن الطرائق السابقة بأنها تأخذ في الحسبان المعلومات المتوفرة عن سلوك التكاليف في الفترات السابقة كافة وتسخدمها بطريقة موضوعية من خلال تطبيق الأساليب الإحصائية ومما زاد من أهمية هذه الطريقة استخدام الأساليب الإلكترونية في التشغيل مما سهل استخدامها وخفض تكاليفه .