السبت، 6 مارس 2010

الخازن Al Khazini

الخازن .. العالم المظلوم . عالم قدير وضع الحكمة في الميزان!

ابو منصور ابو الفتح عبد الرحمن الخازني‏

أبو الفتح عبد الرحمن المنصور و يطلق عليه في معظم الاحيان ‏(‏ الخازن‏)‏ وفي بعض الاحيان الخازني‏..‏ و تسميه احدي مصادر التاريخ‏:‏ ابو منصور ابو الفتح عبد الرحمن الخازني‏.‏ و هو فيزيائي وفلكي مسلم برع في الرياضيات‏(‏ خاصة الاستاتيكا‏)‏ و في الفيزياء‏ (‏ خاصة الهيدروتساتيكا‏ )‏ وفي الفلك‏.‏ ولد في ‏(‏ مرو‏ )‏ أشهر مدن اقليم خراسان الايراني في النصف الاول من القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي و نشأ بها و تعلم و درس فيها علي ايدي علمائها الميكانيكا و الفيزياء و الفلك‏.‏ وقيل انه كان عبد بيزنطيا لاحد امراء مرو فاعتقه و وفر له التعليم و الدراسة لما وجد فيه من نجابة‏.‏ و نشأ الخازن نشأة علمية .

الخازن إنه فيزيائي لمع اسمه في سماء البحث والابتكار، و فلكي و مهندس برع في علم الحركة (الايدروستاتيكا - توازن السوائل) كما أبدع في علم الميكانيكا وأتى بما لم يأتِ به غيره من الذين سبقوه من علماء اليونان والعرب. و من المؤلفات المهمة التي تركها الخازن كتاب (ميزان الحكمة)، و قد عُثر على هذا الكتاب  في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي علي يد قنصل روسيا في تبريز بايران وكتب عنه عدة مقالات في مجلات امريكية ولفت الانظار الي صاحبه‏.‏ إذ يعد (ميزان الحكمة) من أنفس كتب العلوم عند العرب، لما تضمنه من بحوث مبتكرة، وفيه تتجلى عبقرية الخازن. لقد مهد الخازني بإمتياز لاختراع سائر الموازين الحديثة التي ظهرت على يد العلماء الأوروبيين.

كما اهتم علماء الغرب و في طليعتهم المستشرق الألماني (فيدمان 1852م-1928م) الذي أبرز الخازن في بحث له بعنوان (ميزان التبادل عند الخازن ونظرية التناسب بحسب البيروني). 

وترجم بعض أعمال الخازن و نشرها وعلق عليها و لا سيما في علم الطبيعة والحركة.

تعرض هذا العالم لظلم كبير و اجحاف بحقه في تاريخ الحضارة البشرية و خصوصا من مؤرخي العلم الاوربيين اذ خلطوا بينه و بين الحسن بن الهيثم و سار علي هذا ايضا بعض مؤرخي العلم المسلمين و العرب و السبب هو تشابه الاسم الغربي‏(‏ او بالاحري‏:‏ الترجمة‏)‏ لكل منهما فهي للحسن بن الهيثم وللخازن.

منجزات و إبداعات الخازن:

hydro al khazini

أولاً: أبدع جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض الأحجار الكريمة و المعادن و وضع نسباً لها. و معظمها تتقارب مع النسبة الحديثة و بعضها تتساوى معها.

الخازن

ثانياً: ابتكر ميزاناً لوزن الأجسام في الهواء وفي الماء  له خمس كفات تتحرك إحداها على ذراع مدرج وقد سبق الخازن الفيزيائي الإيطالي توريشللي (ت1647م)، وباسكال الرياضي الفرنسي(ت1664م) وبويل الكيميائي الإيرلندي (ت1691م) بهذا الابتكار ووزن الجسم في الهواء.

 الخازن

ثالثاً: ابتكر جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض السوائل، ووضع نسبها كان الخطأ فيها بالمقارنة مع الأرقام الحديثة لا يتجاوز (6%) من الغرام في كل أربعين ومئتي غرام.

رابعاً: يُعدُّ الخازن من أوائل العلماء الذين مهدوا بأبحاثهم إلى اختراع ميزان الضغط -البارومتر- فقد قال: «إن قاعدة أرخميدس (287ق.م-215ق.م) لا تسري على السوائل فحسب بل تسري على الغازات والأجسام الطافية في السوائل.

وقد مهدت أبحاثه إلى اختراع مفرغات الهواء والمضخات.

خامساً: بحث في مقاومة السوائل للحركة، فيقول في كتابه (ميزان الحكمة): «إذا تحرك جسم ثقيل في أجسام رطبة - سائلة - فإن حركته فيها تكون بحسب رطوبتها، فتكون حركته في الجسم الأرطب أسرع أي أكثر سيولة».

سادساً: بحث في الجاذبية فيقول: (إن التثاقل واتجاه قواه إلى مركز الأرض دائماً) ثم أظهر العلاقة بين سرعة الجسم والمسافة التي يقطعها والزمن الذي يستغرقه قبل (غاليلو) بخمسة قرون.

ثم يقول: «إن هناك قوة جاذبية على جميع جزيئات الجسم، وإن هذه القوة هي التي تبين صفة الأجسام». وقد كانت هذه المقولة ذات أثر كبير في عمليات التحليل الكيميائي.

مؤلفاته

يعتبر كتاب "ميزان الحكمة" من أنفس الكتب العلمية، وهو الوحيد الذي يحتوي على بحوث مبتكرة جليلة لها أعظم الأثر في تقدم الهيدروستاتيكا، وبهذا الكتاب تتجلَّى عبقرية الخازن وبدائع ثمرات التفكير العربي، ومنذ عثور القنصل الروسي كانيكوف في تبريز بإيران على هذا الكتاب في منتصف القرن الماضي والأبحاث تتوالى عنه في المجلات العلمية الأوروبية والأميركية.
وعن هذا الكتاب يقول سارطون: لقد دهش الكثيرون بهذا الكتاب، وإن بحوث ميزان الحكمة من أجلّ البحوث وأروع ما أنتجته القريحة العلمية في القرون الوسطى، ويعد الألماني فيدمان من أكثر العلماء اعتناء بهذا الكتاب النفيس، فقد ترجم فصولاً عديدة منه وشرحها وعلّق عليها، كما وهناك من المؤرخين من حرروا رسائل عن محتوياته، ودلَّلوا فيه على فضل الخازن في علم الطبيعة.
طبع هذا الكتاب في حيدر آباد 1940، كما طبعه ونشره السيد فؤاد جميعان 1947، ويقع الكتاب في مقدمة وثمانية أبواب، ويوجد منه أربع نسخ مخطوطة معروفة واحدة في استنبول وواحدة في روسيا واثنتان في الهند.
ومن كتبه المهمة أيضا : كتاب الآلات المخروطية للرصد، الآلات العجيبة الرصدية، كتاب في الفجر والشفق، كتاب التفهيم، كتاب جامع التواريخ.
salam

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق