الورق تاريخه و أنواعه
هو مادة رقيقة مسطحة تنتج عن طريق ضغط الألياف ، التي تكون عادة طبيعية بحيث تتكون أساسا من السيليولوز.و يعود اختراع الورق إلى الالف الثالث قبل الميلاد حوالي (2700 ق.م) فقد اخترع المصريون القدماء مادة صالحة للكتابة مع سهولة الحصول على هذه المادة وهو ورق البردي وكان ذلك من اعظم الاختراعات في تاريخ البشرية.
أما الصينيين فقد أنتجوه ابتداء من القرن الأول بعد المسيح، وذلك انطلاقًا من سيقان نبات الخيزران (البامبو) المجوفة.
كانت هذه المواد تدق، بعد أن تغسل وتفقد ألوانها، في مطاحن خاصة حتى تتحول إلى عجينة طرية فتضاف إليها كمية من الماء حتى تصبح شبيهة بسائل الصابون، وبعد أن يصفَّى الخليط تؤخذ الألياف المتماسكة المتبقية بعناية لتنشر فوق لوح مسطح لتجففه حرارة الشمس. وبعد التجفيف يمكن صقل فرخ الورق المحصل عليه بعد ذلك بواسطة خليط من النشاء والدقيق ويجفف من جديد. وهكذا يحصل على ورق قابل للاستعمال.
تسى أى لون (105 م )
هذا الرجل هو الذى أخترع الورق ولم يرد اسمه كثيرا فى الموسوعات الكبرى. تسى أى لون كان موظفا بالبلاط الأمبراطورى الصينى و بسبب اختراعه للورق فقد لقى تقديرا عظيما من الامبراطور الصينى .
وعندما فتح المسلمون سمرقند سنة 751م وطردوا منها الجيوش الصينية أسروا عددًا كبيرًا من الصينيين كان من بينهم صنَّاع الورق الذين أطلعوا العرب على أسرار هذه الصناعة، فأدخلها العباسيون إلى بغداد. ومن هناك انتقلت إلى الجزيرة العربية ثم إلى اليمن وسوريا ومصر والمغرب العربي والأندلس التي انتشرت عبرها في فرنسا وصقلية وإيطاليا انطلاقًا من القرن الثاني عشر الميلادي.
أما في المغرب فإن الإقبال على الورق كان كبيرًا جدًّا لدرجة أن بعض الوثائق المخطوطة تبرز أن مدينة فاس وحدها كانت تضم في عهد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين مائة وأربعة معامل. أما في عهد السلطان الموحدي يعقوب المنصور وابنه محمد الناصر (القرن الثاني عشر الميلادي) فقد كانت هذه المدينة تحوى ما يناهز أربعمائة معمل لإنتاج الورق. وقد كانت الأندلس المسلمة أيام الموحدين أهم طريق عبرت منه صناعة الورق إلى أوروبا كما تشهد بذلك نصوص الجغرافي المغربي الشريف الإدريسي. وقد عرفت أنواع مختلفة من الورق حسب طبيعة نسيجها وأليافها وألوانها (الأحمر، الأزرق، الأخضر، الأصفر..)، وكانت الأوراق من اللون الواحد تُعَدُّ لاحتواء النصوص المفضلة لدى الكاتب أو للمحافظة على الصفحة المزخرفة ولمنحها بهاء ورونقًا خاصَّيْن.
ومن الأندلس أدخل المسلمون الورق إلى أوروبا، وكان الأوروبيون في ذلك الوقت يكتبون على رقوق من جلود الحيوانات.
وظلت صناعة الورق في تطور وأخذت أهمية كبرى بخاصة بعد اخترع غوتنبرغ أول مطبعة، وبدأ معها الاهتمام بأنواع الأوراق المختلفة، وبدأت التكنولوجيا الحديثة تقوم بدورها في تلك الصناعة، إلى أن أصبح الأمر الآن أكبر بكثير من مجرد أوراق للطباعة وأخرى للتغليف، وإنما أصبحت هناك أشكال وأنواع كلٌّ يؤدي دورا مختلفا على حسب المصدر الأول لاستخراجه. فنهاك الورق المأخوذ أساسًا من الأشجار الإبرية، والتي توجد عادة في المناطق الشمالية الباردة من أوروبا، وهناك أوراق تشبع بألياف السليلوز لكي تأخذ ملمس القماش ورونقه، أو لأنها تعطي مواصفات جيدة عند الطبع عليها واستخدام الأحبار المناسبة، ويكون مصدرها الأساسي القطن وأشجار الأرز ومصاص القصب.
ولم يقتصر الأمر على طرق وأنواع الورق، وإنما أصبحت هناك مواصفات أخرى أكثر دقة وتعقيدًا؛ حيث نجد أجهزة خاصة لقياس لمعان سطح الورق، وجهاز لقياس قوة ومتانة شد الورق الذي يستخدم في عمليات التغليف وأيضًا نسبة الحموضة والقلوية .
ومن أكثر أنواع الورق رواجا :
1- ورق الجرائد :
وهو ورق خفيف قليل المتانة قصير العمر شديد التشرب للسوائل.
2- ورق المجلات :
وهو يشبه ورق الجرائد ، إلا أنه يتميز عنه بلمعانه الواضح . ويصنع كلا النوعين من اللب المستخلص بالطريقة الكيمياوية .
3- ورق الكرتون : وهو نوعين :
النوع المضلع : ويتكون من عدة طبقات ، ويستخدم لإنتاج صناديق التعبئة .
النوع الرمادي : ويصنع بتجفيف عجينة اللب المستخدمة فيه بأفران خاصة ، بدلا من اسطوانات التجفيف ، ويستخدم في تجليد المطبوعات المختلفة .
4- الورق المقوي :
ويعالج اللب المستخدم في تصنيعه بمواد كيماوية مختلفة ، ويطلي بطبقات من الشمع ، حيث يستخدم في تغليف المواد الغذائية .
صناعة الورق
حالياً يصنع 90% من الورق من مادة سليلوز الخشب حيث يستخدم لب الخشب فقط في صناعة الأنواع الرخيصة من الورق مثل ذلك المستخدم في ورق الجرائد أما الأنواع الارقى فيستخدم فيها الخشب المعالج كيميائياً واللب وخليط من اللب وألياف اللحاء وتعد افضل أنواع الورق مثل تلك المستخدمة في الكتابة تلك المصنوعة من ألياف اللحاء فقط. كيف تتم هذه العملية ؟
تتم العملية وكما يلي: عند صناعة الورق آلياً ينظف اللحاء باستخدام الماكنة من اجل التخلص من الغبار أو الرماد والمواد الغريبة وبعد عملية التنظيف هذه يوضع اللحاء في غلاية دائرية كبيرة حيث يغلى اللحاء والجير تحت ضغط البخار لمدة تصل إلى عدة ساعات ويتحد الجير مع الدهون والمواد الغريبة الأخرى الموجودة في اللحاء ليكون صابوناً غير قابل للذوبان ويمكن التخلص من الصابون فيما بعد، كما ان هذا الجير يقلل أية صبغة ملونة موجودة في المركبات الملونة ثم يحول اللحاء إلى ماكنة تسمى هولاندر وهي عبارة عن حوض مقسم طولياً بحيث تشكل سلسلة متصلة حول الحوض، وفي أحد نصفي لحوض توجد اسطوانة أفقية تحمل سلسلة من السكاكين التي تدور بسرعة بالقرب من لوح قاعدة منحنٍ وهو الأخر مزود بسكاكين، ويمر الخليط المكون من للحاء والمياه بين الأسطوانة ولوح القاعدة ويتحول اللحاء إلى ألياف وفي النصف الآخر من الحوض تجد أسطوانة غسيل مجوفة مغطاة بطبقة عبارة عن شبكة رقيقة منظمة بطريقة معينة بحيث تمتص المياه من الحوض تاركة الحاء والألياف خلقها وأثناء تدفق خليط اللحاء والمياه حول الهولاندر يتم التخلص من القاذورات وينقع للحاء تدريجياً حتى يتحلل تماماً إلى ألياف مفردة وبعد ذلك يتم إدخال اللحاء المبتل في ماكنة هولاندر فرعية من أجل فصل الألياف مرة أخرى وعند هذه النقطة تضاف مواد تلوين ومواد غراءٍ كالصمغ أو نوع من التراشيح ومواد حشو مثل كبريتات لجير أو الصلصال النقي وذلك لزيادة وزن وحجم الورق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق